شُقَّ الفضاءَ بنورك المتجددِ=يا ليت شعري ما تخبىءُ في غدِ
ولقد مضى عامٌ عرفتُ صروفه=وعييتُ بالغيب الذي لم يوجد
رصدو النجوم ورحت أرصد شيخها=شيخَ النجوم الزُّهْر علَّك مرشدي
يَا ابْنَ الظلام أما تعبتَ من السُّرى=أبدا تروحُ على الأنام وتغتدى
شيَّبت ناصية القرون ولم تزل=طفلا تُطالعنا بوجهٍ أمرَد
تمضى الحياةُ فلا تعودُ إذا مضت=وأراك تختتم الحياةَ وتبتدي
حتَّامَ تضرب في الدياجى هائماً=تهدى الأنام ولا إخالك تهتدى
رقد الأنامُ خليُّهم وشجيُّهم=وظلِلْتَ وحدك ساهرا لم ترقد
ولقد حسبتكَ بالسلام مبشرا=فبرزتَ مثل الخِنجِر المتجرِّد
الشرقُ مضطرم الجوانح ثائرٌ=والغربُ يهدر كالخضم المزبد
إني أرى ناراً أُعِدَّ هشيمُها=وثقابها لكنها لم توقد
عامٌ وآخر مقبلٌ ومودعٌ=شيعتُ نعشاً واحتفلتُ بمولد
ولَّى القديم فما ظفرت بطائلٍ=وأتى الجديد فهل ترى هو مُسعدى
ولقد تشابهت السنونَ كأننى=ما عشت عمريَ غيرَ عامٍ مفرَد
قالوا عجبنا ما لشعرك نَائِحاً=في العيد ما هذا بشدو معيِّد
ما حيلة العصفور قَصُّوا ريشهَ=ورمَوْه في قفص وقالوا غرِّد
يا ليت شعري يا هلال أعائد=للمسلمين بنصر دين محمد
أتعيد للجمعات سابق عهدها=أتعيد للإسلام مجدَ المسجد
أدركتَ عهد الراشدين بيثربٍ=وحسدتها بين النجوم الحسد
وشهدت دولة عبد شمس حينما=بلغ الوليدُ بها عنان الفرقد
ولقد طَلَعْتَ على بني العباس إذ=جلس الرشيد مع السُّها في مقعد
لهفى عليها دولة قد أوشكت=تمتدُّ حتى ساحل المتجمد
للشرق ماض كلما سنحت له=ذكراه يزفرُ زفرة المتنهد
الشرق يأمل أن تَحُلُّ وَثَاقَه=جرت الشعوبُ وسار سير المقعد
لهفي عليه منسَّبا لم يُجده=طيبُ النجار ولا كريمُ المحتد
بتنا نعيش بذكريات جدودنا=هيهاتَ ليس الحر كالمستعبدَ
أين الجبالُ من التلال أو الربا=أين القوي من الضعيف القعْدد
لا القومُ مني لا ولا أنا منهمو=إن لم أفُقْهم في العُلاَ والسؤدُد
كان الجدودُ لهم شرًى يأوونَه=ولنا وكورٌ من يردها يصطد
كانوا مغاورَ يعتدون على الورى=فإِذا بنوهم عرضةٌ للمعتدي
صالوا برمح ذابل ومهندٍ=عضْبٍ ونعجز أن نصول بمبرد
أين الذي نظم الجيوشَ من الذي=نظم الكلام قلائداً من عسجد
قد كان همُّهم الفتوحَ وهمُّنا=أن نغتذي أو نرتوي أو نرتدي
إرثٌ على يدنا تبدَّد شملهُ=يا ليت هذا الإرث لم يتبدد
يا من رأى أرضاً أبيح حرامُها=بالأمس كانت في قداسة معبد
أمَمٌ تباع وتشترى في السُّوق من=يد سيِّد تمضى إلى يد سيد
الحربُ حولَ الشرق شبَّ أُوارها=والشرقُ يرقبُ من يقُدْهُ ينقد
مالى أرى الشرقَ المهيضَ جناحُه=رغم اتحاد الهم غيرَ موحَّد
وإذا تفرقت الشعوبُ مواقعاً=وتقاربتْ غاياتها لم تبعد
ولقد تهانُ أمامَنا جاراتُنَا=وشكاتهن تُذيب قلبَ الجلمد
فنرى ونسمعُ صامتين كأننا=لم نستمع وكأننا لم نشهد
فإِذا تحمَّسْنَا مددْنا نحوهم=كفَّ الدعاء وغيرَها لم نمدد
عذراً بني أعمامنا. أغلالنا=قعدتْ بنا عن نجدة المستنجد
أعزِرْ علينا أن نرى جيراننا=يُتخطفونَ ونحن مكتوفو اليد
مَن لى بجيل مستجد لم يرث=إلا عن الجد القديم الأبعد
يرث ابن هند في أصالة رأيه=أو خالداً في عزمه المتوقد
لم يعتد الضيم الذي نعتاده=أهون بكل أذى على المتعود
إن قام يثبتُ حقه فدليله=قصفُ المدافع أو صليلُ مهنَّد
لا خير في حق يقال ومنطق=عذبٍ بحد السيف غيرِ مؤيَّد
جيلٌ إذا سِيمَ الهوان أبى وإن=يُطلبْ إليه البذلُ لم يتردد
يهوى الحياة طليقةً ويعافها=ذلا ويُدعى للفداء فيفتدى
ولقد مضى عامٌ عرفتُ صروفه=وعييتُ بالغيب الذي لم يوجد
رصدو النجوم ورحت أرصد شيخها=شيخَ النجوم الزُّهْر علَّك مرشدي
يَا ابْنَ الظلام أما تعبتَ من السُّرى=أبدا تروحُ على الأنام وتغتدى
شيَّبت ناصية القرون ولم تزل=طفلا تُطالعنا بوجهٍ أمرَد
تمضى الحياةُ فلا تعودُ إذا مضت=وأراك تختتم الحياةَ وتبتدي
حتَّامَ تضرب في الدياجى هائماً=تهدى الأنام ولا إخالك تهتدى
رقد الأنامُ خليُّهم وشجيُّهم=وظلِلْتَ وحدك ساهرا لم ترقد
ولقد حسبتكَ بالسلام مبشرا=فبرزتَ مثل الخِنجِر المتجرِّد
الشرقُ مضطرم الجوانح ثائرٌ=والغربُ يهدر كالخضم المزبد
إني أرى ناراً أُعِدَّ هشيمُها=وثقابها لكنها لم توقد
عامٌ وآخر مقبلٌ ومودعٌ=شيعتُ نعشاً واحتفلتُ بمولد
ولَّى القديم فما ظفرت بطائلٍ=وأتى الجديد فهل ترى هو مُسعدى
ولقد تشابهت السنونَ كأننى=ما عشت عمريَ غيرَ عامٍ مفرَد
قالوا عجبنا ما لشعرك نَائِحاً=في العيد ما هذا بشدو معيِّد
ما حيلة العصفور قَصُّوا ريشهَ=ورمَوْه في قفص وقالوا غرِّد
يا ليت شعري يا هلال أعائد=للمسلمين بنصر دين محمد
أتعيد للجمعات سابق عهدها=أتعيد للإسلام مجدَ المسجد
أدركتَ عهد الراشدين بيثربٍ=وحسدتها بين النجوم الحسد
وشهدت دولة عبد شمس حينما=بلغ الوليدُ بها عنان الفرقد
ولقد طَلَعْتَ على بني العباس إذ=جلس الرشيد مع السُّها في مقعد
لهفى عليها دولة قد أوشكت=تمتدُّ حتى ساحل المتجمد
للشرق ماض كلما سنحت له=ذكراه يزفرُ زفرة المتنهد
الشرق يأمل أن تَحُلُّ وَثَاقَه=جرت الشعوبُ وسار سير المقعد
لهفي عليه منسَّبا لم يُجده=طيبُ النجار ولا كريمُ المحتد
بتنا نعيش بذكريات جدودنا=هيهاتَ ليس الحر كالمستعبدَ
أين الجبالُ من التلال أو الربا=أين القوي من الضعيف القعْدد
لا القومُ مني لا ولا أنا منهمو=إن لم أفُقْهم في العُلاَ والسؤدُد
كان الجدودُ لهم شرًى يأوونَه=ولنا وكورٌ من يردها يصطد
كانوا مغاورَ يعتدون على الورى=فإِذا بنوهم عرضةٌ للمعتدي
صالوا برمح ذابل ومهندٍ=عضْبٍ ونعجز أن نصول بمبرد
أين الذي نظم الجيوشَ من الذي=نظم الكلام قلائداً من عسجد
قد كان همُّهم الفتوحَ وهمُّنا=أن نغتذي أو نرتوي أو نرتدي
إرثٌ على يدنا تبدَّد شملهُ=يا ليت هذا الإرث لم يتبدد
يا من رأى أرضاً أبيح حرامُها=بالأمس كانت في قداسة معبد
أمَمٌ تباع وتشترى في السُّوق من=يد سيِّد تمضى إلى يد سيد
الحربُ حولَ الشرق شبَّ أُوارها=والشرقُ يرقبُ من يقُدْهُ ينقد
مالى أرى الشرقَ المهيضَ جناحُه=رغم اتحاد الهم غيرَ موحَّد
وإذا تفرقت الشعوبُ مواقعاً=وتقاربتْ غاياتها لم تبعد
ولقد تهانُ أمامَنا جاراتُنَا=وشكاتهن تُذيب قلبَ الجلمد
فنرى ونسمعُ صامتين كأننا=لم نستمع وكأننا لم نشهد
فإِذا تحمَّسْنَا مددْنا نحوهم=كفَّ الدعاء وغيرَها لم نمدد
عذراً بني أعمامنا. أغلالنا=قعدتْ بنا عن نجدة المستنجد
أعزِرْ علينا أن نرى جيراننا=يُتخطفونَ ونحن مكتوفو اليد
مَن لى بجيل مستجد لم يرث=إلا عن الجد القديم الأبعد
يرث ابن هند في أصالة رأيه=أو خالداً في عزمه المتوقد
لم يعتد الضيم الذي نعتاده=أهون بكل أذى على المتعود
إن قام يثبتُ حقه فدليله=قصفُ المدافع أو صليلُ مهنَّد
لا خير في حق يقال ومنطق=عذبٍ بحد السيف غيرِ مؤيَّد
جيلٌ إذا سِيمَ الهوان أبى وإن=يُطلبْ إليه البذلُ لم يتردد
يهوى الحياة طليقةً ويعافها=ذلا ويُدعى للفداء فيفتدى