(( المسؤولية المشتركة ))
*****************************************************************************
هذا الموضوع مقتبس من مقالة للأستاذ / عبد الله الصبيحي ، مشرف التربية الإسلامية ،
من على صفحات الموقع الإلكتروني لمنتدى الإدارة العامة للتربية والتعليم بالقصيم ، قسم التربية الإسلامية .
*****************************************************************************
من الأمور المسلمة بين المسؤولين عن التربية والتعليم أن مهمتهم جسيمة وأمانتهم عظيمة ، حيث أنهم نصبوا أنفسهم لتولي رعاية أغلى ما يملكه الناس ، وهم فلذات الأكباد ... يتولون تربيتهم وتعليمهم . ويتولون أنفسهم وأفكارهم ،
وما الإنسان إلا بنفسه وعقله .......... فأنت بالنفس لا بالجسم إنسان .
ومن الأمور المهمة التي ينبغي التنبيه عليها ، هي حدود مسؤوليات كل من يعمل داخل أسوار المدرسة من معلمين على حسب تخصصاتهم ، من مرشد طلابي ، ووكيل ومدير ومسؤول مصادر التعلم ، وغيرهم ممن يعمل ويتعامل مع التلاميذ .
فالبعض قد تخلى عن بعض مسؤولياته ، وهناك من يقحم نفسه بما هو خارج عن حدود مسؤوليته ، ومنهم من جمع بين ذانك الطرفين .
وبهذا الصدد فإني أود أن أشير في هذه الأسطر إلى كلمة سواء ، وهي أن الوزارة التي تنظم جميع هؤلاء هي وزارة (( التربية والتعليم )) ، وهذا المسمى يشير
إلى مهمتين واضحتين ، فالأولى مشاعة للجميع وهم مسؤولون عنها (التربية) .
أما الثانية فهي متعلقة بالتخصص فكل بحسبه .
فمسؤولية التربية على الأخلاق والمبادئ والقيم هي مسؤولية الجميع على حد سواء ، فمعلم الرياضيات مطالب أن يتحدث عن الأمانة والصدق ، ومعلم الفيزياء ينبغي أن ينبه على أهمية الصلاة وبر الوالدين ، ومدرس الرياضة مسؤول عن توجيه التلاميذ وحثهم على التعاون ، وتحذيرهم من الأنانية ، والجميع مسؤولون عن التربية بالقدوة وتمثٌل الآداب ، وقل في سائر التخصصات
وسائر الأخلاق كذلك .
وثمة أمر آخر وهو محاولة كل متخصص أن يسخر مادته لهذا الهدف
بما لا يتعارض معها ولا يأخذ من وقتها ، وذلك باختيار الأمثلة والتدريبات
التي تحمل رسائل غير مباشرة . وقد يكون هناك فرصة للتعليق عليها ،
فمدرس القواعد يمكن أن يقول للطالب مثلاً : أعرب الجملة التالية :
(( أكل محمد التفاحة )) ، فماذا عليه لو قال : (( قبل محمد رأس والده )) .
ومدرس الرياضيات لو قال : (( وزع صالح سبعين ريالاً على عشرة مساكين ))
ثم يتبع ذلك بتعليق بسيط يقصد به التربية ، وإذا صدق وخلصت النية زاد الأثر ولو كان السبب يسيراً .
وفي ظني أن الأمور إذا سارت كذلك فإن التأثير سيكون أسرع وأعمق ،
حيث إن الطالب يحس بأن هذا الأمر من لوازم شخصيته وأخلاقه أياً كانت أهدافه وما ينويه من تخصص في مستقبل حياته ، فهو يرى أن هذا الأمر همٌ للجميع وأمر مشترك تنادى به جميع أعضاء المدرسة بلا استثناء .
لأن التوجيه إذا كان من غير المتخصص سوف يكون له أثراً كبيراً ،
وكما قيل : ( مزمار الحي لا يطرب ) .
وقد يفسر الطالب الكلام من المختص أنه مجرد مهنة للتكسب بها ، فلا يكون له ذلك الأثر من غير المختص .
وفي الختام فإنني أطرح هذا الموضوع ليكون موضع نقاش يطرح بين أوساط المعلمين في المدرسة والاجتماعات التي تنظمها إدارة المدرسة ، سعيا ًللنهوض بأخلاق هذا الجيل في الأقوال والأفعال وسائر التصرفات .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
*****************************************************************************
هذا الموضوع مقتبس من مقالة للأستاذ / عبد الله الصبيحي ، مشرف التربية الإسلامية ،
من على صفحات الموقع الإلكتروني لمنتدى الإدارة العامة للتربية والتعليم بالقصيم ، قسم التربية الإسلامية .
*****************************************************************************
من الأمور المسلمة بين المسؤولين عن التربية والتعليم أن مهمتهم جسيمة وأمانتهم عظيمة ، حيث أنهم نصبوا أنفسهم لتولي رعاية أغلى ما يملكه الناس ، وهم فلذات الأكباد ... يتولون تربيتهم وتعليمهم . ويتولون أنفسهم وأفكارهم ،
وما الإنسان إلا بنفسه وعقله .......... فأنت بالنفس لا بالجسم إنسان .
ومن الأمور المهمة التي ينبغي التنبيه عليها ، هي حدود مسؤوليات كل من يعمل داخل أسوار المدرسة من معلمين على حسب تخصصاتهم ، من مرشد طلابي ، ووكيل ومدير ومسؤول مصادر التعلم ، وغيرهم ممن يعمل ويتعامل مع التلاميذ .
فالبعض قد تخلى عن بعض مسؤولياته ، وهناك من يقحم نفسه بما هو خارج عن حدود مسؤوليته ، ومنهم من جمع بين ذانك الطرفين .
وبهذا الصدد فإني أود أن أشير في هذه الأسطر إلى كلمة سواء ، وهي أن الوزارة التي تنظم جميع هؤلاء هي وزارة (( التربية والتعليم )) ، وهذا المسمى يشير
إلى مهمتين واضحتين ، فالأولى مشاعة للجميع وهم مسؤولون عنها (التربية) .
أما الثانية فهي متعلقة بالتخصص فكل بحسبه .
فمسؤولية التربية على الأخلاق والمبادئ والقيم هي مسؤولية الجميع على حد سواء ، فمعلم الرياضيات مطالب أن يتحدث عن الأمانة والصدق ، ومعلم الفيزياء ينبغي أن ينبه على أهمية الصلاة وبر الوالدين ، ومدرس الرياضة مسؤول عن توجيه التلاميذ وحثهم على التعاون ، وتحذيرهم من الأنانية ، والجميع مسؤولون عن التربية بالقدوة وتمثٌل الآداب ، وقل في سائر التخصصات
وسائر الأخلاق كذلك .
وثمة أمر آخر وهو محاولة كل متخصص أن يسخر مادته لهذا الهدف
بما لا يتعارض معها ولا يأخذ من وقتها ، وذلك باختيار الأمثلة والتدريبات
التي تحمل رسائل غير مباشرة . وقد يكون هناك فرصة للتعليق عليها ،
فمدرس القواعد يمكن أن يقول للطالب مثلاً : أعرب الجملة التالية :
(( أكل محمد التفاحة )) ، فماذا عليه لو قال : (( قبل محمد رأس والده )) .
ومدرس الرياضيات لو قال : (( وزع صالح سبعين ريالاً على عشرة مساكين ))
ثم يتبع ذلك بتعليق بسيط يقصد به التربية ، وإذا صدق وخلصت النية زاد الأثر ولو كان السبب يسيراً .
وفي ظني أن الأمور إذا سارت كذلك فإن التأثير سيكون أسرع وأعمق ،
حيث إن الطالب يحس بأن هذا الأمر من لوازم شخصيته وأخلاقه أياً كانت أهدافه وما ينويه من تخصص في مستقبل حياته ، فهو يرى أن هذا الأمر همٌ للجميع وأمر مشترك تنادى به جميع أعضاء المدرسة بلا استثناء .
لأن التوجيه إذا كان من غير المتخصص سوف يكون له أثراً كبيراً ،
وكما قيل : ( مزمار الحي لا يطرب ) .
وقد يفسر الطالب الكلام من المختص أنه مجرد مهنة للتكسب بها ، فلا يكون له ذلك الأثر من غير المختص .
وفي الختام فإنني أطرح هذا الموضوع ليكون موضع نقاش يطرح بين أوساط المعلمين في المدرسة والاجتماعات التي تنظمها إدارة المدرسة ، سعيا ًللنهوض بأخلاق هذا الجيل في الأقوال والأفعال وسائر التصرفات .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته