(( الاختبار التحصيلية في الميزان ))
في هذه الأيام يبدأ المعلمون في إعداد الاختبارات التحصيلية ، والتي من خلالها يتحدد مستوى كل طالب ، وما يستحقه
من اجتياز للمرحلة التالية أو إخفاقه في ذلك .
ويتفاوت المعلمون في وجهة نظرتهم للاختبارات التحصيلية التي يعدونها لطلابهم ، فمنهم من يرى أنها من حقوقهم ،
وأنه من الوفاء لهم أن تكون هذه الاختبارات سهلة ميسورة
ولا تحتاج إلى إعمال ذهنية ، ولا إلى مزيد من التفكير،
وإنما تكون في متناول جميع الطلاب بدون كلفة ، كي يأخذوا الدرجة الكاملة ، ثم يحمدوا المعلم عليها ، ويثنوا عليه لبساطتها وسهولتها عليهم .
ومن المعلمين من يرى أنه من الوفاء للطلبة ، أن تكون الاختبارات صادقة في تشخيص مستوياتهم بصرف النظر عن مقدار ما فيها من الصعوبة أو السهولة ، لأنها إذا كانت على المعايير والمواصفات فسوف تكون متفاوتة في الصعوبة على الطلاب بحسب مستوى تحصيلهم ، فكلما كان التحصيل
أقل كانت الأسئلة أصعب ، والعكس بالعكس ، وذلك لأن الطالب من خلال هذه الأسئلة سيعرف مدى حاجته إلى الفهم والتفكير وسيكتشف أن الحفظ المجرد لا يكفي وحده ، وسيعرف أنه لا بد من متابعة المعلم في أثناء الشرح والتوضيح ، وسيضطر أن يسأل المعلم ويناقشه عما يشكل عليه من مواضيع ، ومن خلال ذلك كله سيتدرب على المحادثة والحوار والتحليل والاستنتاج فيتحصل على عدة مهارات بسبب هذا النوع من الأسئلة ،
وفي النهاية سيعرف كل طالب ما عنده من خلل وتقصير فيتداركه بالإصلاح والمعالجة ما دام في سن التحصيل .
والطالب المجتهد سيجد ثمرة جهده واضحة في كونه يتبوأ مكانة خاصة بين نظرائه المجتهدين ، وكفى بهذا حافزا لمزيد من التحصيل والمحافظة على المكانة العالية .
ومن وجهة نظري فإن الحق مع الفئة الثانية ، فإنه من حق الطالب على معلمه أن يستشرف له المستقبل ، وما فيه من مشاق ، وما فيه من حاجة إلى معلومة ناضجة ، وجذور في العلم راسخة . وأن من حقه أن يتدرب على تلك المهارات كما يدرب الأب ابنه ليصلب عوده استعدادا لأيام المستقبل .
إن مَثَلَ من يأتي بالأسئلة السهلة الواضحة كمن يفحص العربة في طريق منحدر ، فإنها ستسير مهما كان فيها من الخلل والعطل ، ثم إذا وصلت إلى العقبة ، وقفت وقوف (حمار الشيخ) ، وفي تلك الحالة يتبين للطالب ما صنعه به المعلم ، فيأتي المدح والثناء والحمد أو اللوم والذم .
فهلا كانت النظرة أبعد ، والشفقة أعمق ، وفاءا لحق الطلبة ورحمة بهم . وصدق القائل :
( ومن يك حازما فليقس أحيانا على من يرحم )
وفق الله الجميع وسدد الخطى ، ورزقنا الإخلاص في القول والعمل ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
منقول بتصرف عن مقالة بعنوان حق الطالب في الاختبار للأستاذ / عبد الله بن عبد العزيز الصبيحي ،
من على الموقع الإلكتروني لمنتدى الإدارة العامة للتربية والتعليم بالقصيم .
في هذه الأيام يبدأ المعلمون في إعداد الاختبارات التحصيلية ، والتي من خلالها يتحدد مستوى كل طالب ، وما يستحقه
من اجتياز للمرحلة التالية أو إخفاقه في ذلك .
ويتفاوت المعلمون في وجهة نظرتهم للاختبارات التحصيلية التي يعدونها لطلابهم ، فمنهم من يرى أنها من حقوقهم ،
وأنه من الوفاء لهم أن تكون هذه الاختبارات سهلة ميسورة
ولا تحتاج إلى إعمال ذهنية ، ولا إلى مزيد من التفكير،
وإنما تكون في متناول جميع الطلاب بدون كلفة ، كي يأخذوا الدرجة الكاملة ، ثم يحمدوا المعلم عليها ، ويثنوا عليه لبساطتها وسهولتها عليهم .
ومن المعلمين من يرى أنه من الوفاء للطلبة ، أن تكون الاختبارات صادقة في تشخيص مستوياتهم بصرف النظر عن مقدار ما فيها من الصعوبة أو السهولة ، لأنها إذا كانت على المعايير والمواصفات فسوف تكون متفاوتة في الصعوبة على الطلاب بحسب مستوى تحصيلهم ، فكلما كان التحصيل
أقل كانت الأسئلة أصعب ، والعكس بالعكس ، وذلك لأن الطالب من خلال هذه الأسئلة سيعرف مدى حاجته إلى الفهم والتفكير وسيكتشف أن الحفظ المجرد لا يكفي وحده ، وسيعرف أنه لا بد من متابعة المعلم في أثناء الشرح والتوضيح ، وسيضطر أن يسأل المعلم ويناقشه عما يشكل عليه من مواضيع ، ومن خلال ذلك كله سيتدرب على المحادثة والحوار والتحليل والاستنتاج فيتحصل على عدة مهارات بسبب هذا النوع من الأسئلة ،
وفي النهاية سيعرف كل طالب ما عنده من خلل وتقصير فيتداركه بالإصلاح والمعالجة ما دام في سن التحصيل .
والطالب المجتهد سيجد ثمرة جهده واضحة في كونه يتبوأ مكانة خاصة بين نظرائه المجتهدين ، وكفى بهذا حافزا لمزيد من التحصيل والمحافظة على المكانة العالية .
ومن وجهة نظري فإن الحق مع الفئة الثانية ، فإنه من حق الطالب على معلمه أن يستشرف له المستقبل ، وما فيه من مشاق ، وما فيه من حاجة إلى معلومة ناضجة ، وجذور في العلم راسخة . وأن من حقه أن يتدرب على تلك المهارات كما يدرب الأب ابنه ليصلب عوده استعدادا لأيام المستقبل .
إن مَثَلَ من يأتي بالأسئلة السهلة الواضحة كمن يفحص العربة في طريق منحدر ، فإنها ستسير مهما كان فيها من الخلل والعطل ، ثم إذا وصلت إلى العقبة ، وقفت وقوف (حمار الشيخ) ، وفي تلك الحالة يتبين للطالب ما صنعه به المعلم ، فيأتي المدح والثناء والحمد أو اللوم والذم .
فهلا كانت النظرة أبعد ، والشفقة أعمق ، وفاءا لحق الطلبة ورحمة بهم . وصدق القائل :
( ومن يك حازما فليقس أحيانا على من يرحم )
وفق الله الجميع وسدد الخطى ، ورزقنا الإخلاص في القول والعمل ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
منقول بتصرف عن مقالة بعنوان حق الطالب في الاختبار للأستاذ / عبد الله بن عبد العزيز الصبيحي ،
من على الموقع الإلكتروني لمنتدى الإدارة العامة للتربية والتعليم بالقصيم .