( الطالب بين العقل والعاطفة )
يحتاج الإنسان في حياته إلى عقل يدبر به أموره ويتأمل به في العواقب ، كما يحتاج إلى عاطفة جياشة ليحنو على من حوله ولا يكون كالحجر الصلد ، ولكل من العقل والعاطفة أهمية في وقتها المناسب ، وإذا طغى واحد منهما على الآخر حدث في التصرفات خلل وقد قد يعقب ذلك الندم .
وإننا في الميدان التربوي نحتاج إلى مزيد من الوعي في هذا الجانب ، حيث أننا نتحمل مسؤولية فلذات الأكباد وهي أعظم مسؤولية .
فالطالب في الميدان ينتظر من معلمه التربية بأبعادها المتنوعة سواء في التحصيل العلمي ، أو ما يصاحبه من سلوكيات لا تنقص عنه بل هي ثمرته المنتظرة . وإن من أهم ما يحتاجه الطالب - في جميع شؤون الحياة - التربية على الجدية ، إذ بها يصلب عوده ويقوى ساعده . وبدونها يعيش اتكالياً ، لا يجد نفسه عند الحاجة
إليها في أي أزمة .
وإن من الأخطاء التي يقع فيها بعض المعلمين في التعامل مع طلابهم تغليب جانب العاطفة على العقل ، فتجد المعلم ومن باب الشفقة والعاطفة يهذب المادة ويشذبها أو يعود الطلاب على أسئلة لا يحتاج الطالب في الإجابة عليها إلى أدنى كلفة أو أي تفكير . وقد يعوضهم ما نقصهم من درجات في التحصيل بدون مقابل مشروع .
وإن هذا التصرف قد يجعل الطالب يتصور أنه قد يجني عنباً من الشوك ، وأنه قد يبلغ المجد دون أن يلعق الصبر ، وقد يتخيل أن المعالي توصل دون سهر الليالي .
إنن الطالب الذي يمشي متكلاً على غيره سيكتشف بعد حين أن مروره على هذا المعلم يشبه مرور المريض على الطبيب الذي يطمئنه على نفسه حتى يستفحل مرضه ويصعب علاجه .
كما أنه يضاف إلى ذلك أن التعامل بهذا الأسلوب فيه ظلم للطالب الجاد ، وهدم لما سبق بناؤه معه فإنه سيصاب بالإحباط إذا رأى أن اجتهاده لم يميزه عن غيره ، وستغلبه نفسه ، فالنفس بطبيعهتا الفطرية ميالة للكسل .
إن التعامل مع الطلاب بالحزم والجدية لهو درس بذاته ، وهو من الرحمة بالطلاب والعطف عليهم لمن نظر للعواقب . وإن المعلم مع الطالب بمثابة الأب مع ولده ، فالأب الحصيف يحزم على ولده لمصلحته ، ويعوده على تحمل الشدائد ، وقد يتوقف عن مساعدته أحيانا ليعرف الابنِ أنه قد يحتاج إلى نفسه ولا أحد يقف معه . كل ذلك وهو أرحم الناس به بعد الله تعالى ، وأشدهم عطفا عليه بعد الله تعالى ، ولكن هذا التصرف من لوازم التربية .
إن المعلم المشفق هو الذي يتكدر خاطره إذا رأى ذلك الطالب الذي كان يحصل على أعلى الدرجات حين كان عنده ، فلما دلف للدراسة الجامعية رأى الجادين قد شقوا طريقهم ، وعجز هو عن اللحاق بهم ، إذ أنه لا يحمل من الزاد ما يعينه على المسير واللحاق بالركب ، وقد وقف حائرا يتحسر على ماضيه في ساعة لا ينفع فيها الندم .
ولك أن تتخيل موقفه من معلمه وتقييمه له في تلك الساعة ، وفي هذه الحالة يكون التقييم للمعلم لهو التقييم الحق ، لا تقييمه له وهو مراهق يطلب الراحة ، ولو على حساب نفسه ، فهو لا يتصور أعباء الطريق .
وأخيرا أرجو أن لا يفهم من كلامي أني أدعو إلى الصلابة والقسوة ، إذ بينهما وبين الحزم و الجدية فرق شاسع وبون واسع والطالب يدرك ذلك تماماً . فلا بد أن يتعود الطالب أنه لا بد من الصبر والتصبر لتحصيل ما ينفع ، وأنه لا يليق به أن يتكفف المعلمين الدرجات أعطوه أو منعوه ، وأنما يجب عليه أن يستغن بالله عن غيره
بالعمل والجد والاجتهاد .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
منقول عن مقالة بعنوان الطالب بين العقل والعاطفة ، للأستاذ / عبد الله بن عبد العزيز الصبيحي ، مشرف التربية الإسلامية بمركز الشمال ،
من على صفحات الموقع الإلكتروني لمنتدى الإدارة العامة للتربية والتعليم بالقصيم .
يحتاج الإنسان في حياته إلى عقل يدبر به أموره ويتأمل به في العواقب ، كما يحتاج إلى عاطفة جياشة ليحنو على من حوله ولا يكون كالحجر الصلد ، ولكل من العقل والعاطفة أهمية في وقتها المناسب ، وإذا طغى واحد منهما على الآخر حدث في التصرفات خلل وقد قد يعقب ذلك الندم .
وإننا في الميدان التربوي نحتاج إلى مزيد من الوعي في هذا الجانب ، حيث أننا نتحمل مسؤولية فلذات الأكباد وهي أعظم مسؤولية .
فالطالب في الميدان ينتظر من معلمه التربية بأبعادها المتنوعة سواء في التحصيل العلمي ، أو ما يصاحبه من سلوكيات لا تنقص عنه بل هي ثمرته المنتظرة . وإن من أهم ما يحتاجه الطالب - في جميع شؤون الحياة - التربية على الجدية ، إذ بها يصلب عوده ويقوى ساعده . وبدونها يعيش اتكالياً ، لا يجد نفسه عند الحاجة
إليها في أي أزمة .
وإن من الأخطاء التي يقع فيها بعض المعلمين في التعامل مع طلابهم تغليب جانب العاطفة على العقل ، فتجد المعلم ومن باب الشفقة والعاطفة يهذب المادة ويشذبها أو يعود الطلاب على أسئلة لا يحتاج الطالب في الإجابة عليها إلى أدنى كلفة أو أي تفكير . وقد يعوضهم ما نقصهم من درجات في التحصيل بدون مقابل مشروع .
وإن هذا التصرف قد يجعل الطالب يتصور أنه قد يجني عنباً من الشوك ، وأنه قد يبلغ المجد دون أن يلعق الصبر ، وقد يتخيل أن المعالي توصل دون سهر الليالي .
إنن الطالب الذي يمشي متكلاً على غيره سيكتشف بعد حين أن مروره على هذا المعلم يشبه مرور المريض على الطبيب الذي يطمئنه على نفسه حتى يستفحل مرضه ويصعب علاجه .
كما أنه يضاف إلى ذلك أن التعامل بهذا الأسلوب فيه ظلم للطالب الجاد ، وهدم لما سبق بناؤه معه فإنه سيصاب بالإحباط إذا رأى أن اجتهاده لم يميزه عن غيره ، وستغلبه نفسه ، فالنفس بطبيعهتا الفطرية ميالة للكسل .
إن التعامل مع الطلاب بالحزم والجدية لهو درس بذاته ، وهو من الرحمة بالطلاب والعطف عليهم لمن نظر للعواقب . وإن المعلم مع الطالب بمثابة الأب مع ولده ، فالأب الحصيف يحزم على ولده لمصلحته ، ويعوده على تحمل الشدائد ، وقد يتوقف عن مساعدته أحيانا ليعرف الابنِ أنه قد يحتاج إلى نفسه ولا أحد يقف معه . كل ذلك وهو أرحم الناس به بعد الله تعالى ، وأشدهم عطفا عليه بعد الله تعالى ، ولكن هذا التصرف من لوازم التربية .
إن المعلم المشفق هو الذي يتكدر خاطره إذا رأى ذلك الطالب الذي كان يحصل على أعلى الدرجات حين كان عنده ، فلما دلف للدراسة الجامعية رأى الجادين قد شقوا طريقهم ، وعجز هو عن اللحاق بهم ، إذ أنه لا يحمل من الزاد ما يعينه على المسير واللحاق بالركب ، وقد وقف حائرا يتحسر على ماضيه في ساعة لا ينفع فيها الندم .
ولك أن تتخيل موقفه من معلمه وتقييمه له في تلك الساعة ، وفي هذه الحالة يكون التقييم للمعلم لهو التقييم الحق ، لا تقييمه له وهو مراهق يطلب الراحة ، ولو على حساب نفسه ، فهو لا يتصور أعباء الطريق .
وأخيرا أرجو أن لا يفهم من كلامي أني أدعو إلى الصلابة والقسوة ، إذ بينهما وبين الحزم و الجدية فرق شاسع وبون واسع والطالب يدرك ذلك تماماً . فلا بد أن يتعود الطالب أنه لا بد من الصبر والتصبر لتحصيل ما ينفع ، وأنه لا يليق به أن يتكفف المعلمين الدرجات أعطوه أو منعوه ، وأنما يجب عليه أن يستغن بالله عن غيره
بالعمل والجد والاجتهاد .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
منقول عن مقالة بعنوان الطالب بين العقل والعاطفة ، للأستاذ / عبد الله بن عبد العزيز الصبيحي ، مشرف التربية الإسلامية بمركز الشمال ،
من على صفحات الموقع الإلكتروني لمنتدى الإدارة العامة للتربية والتعليم بالقصيم .