جماهير النصر والاهلي يــــاربااااااه!!!!!
الإثنين 12 أبريل 04:28pm 2010
ربما الغالبية من المتابعين النهمين مثلي بتفاصيل الوسط الرياضي السعودي (قراءة ـ تحليلاً ـ قياساً)، يرددون عبارة المعلق الإماراتي في قناة أبوظبي الرياضية الذي يبرق ويرعد ثم يمطر كيفما شاء إبداعاً، تلك العبارة الشهيرة لفارس عوض التي يطلقها بتفرد عن حالة إعجاباً: (ياربااااااااااه).. على التغير الجذري في تركيبة مدرجين كبيرين مثل النصر والأهلي، ذلك التغير في الأثر والتأثير وكيفية التعبير عنه، وكل على طريقته.
جماهير النصر في نظري تعد حالياً (الأخطر) من بين الجماهير السعودية، وخطورتها في (تنظيمها) غير المسبوق لأي مدرج محلي في أسلوبه للتعبير عن رأيه أو حتى قراره وأيضاً كيفية دعمه للنادي.
فهذه الجماهير الشهيرة بلقب "مدرج الشمس" لم تكن على ما هي عليه في عقود الرئيس والرمز الأمير عبدالرحمن بن سعود ـ يرحمه الله ـ ليس من حيث الكثافة لكن من حيث توحيد وتنظيم صفوفها كرأس حربة لناديها والعمق الذي تشكله في مسيرته.
فخلال فترة الرمز كانت تتكئ على قوة حضوره وإرادته وصموده من أجل النصر ككيان وبطل لا يساوم على حقوقه مهما صغرت أو كبرت.. فسلمت الجمل بما حمل إلى (أبو خالد) ـ يرحمه الله، ولعبت دور المساند لـ(بطلها)، الذي كان محل الثقة وأكثر، بل أسس مدرسته الخاصة في القيادة الرياضية التي لو توفر لها مثل ميزانية اليوم لكان النصر الأقوى والأكثر إنجازاً بين الأندية.. لكن عندما (رحل) الرمز.. استشعر (مدرج الشمس) مسؤوليته تجاه النادي وخطورة أوضاعه عندما لمس انعكاسات صراعات كابينة القيادة حيناً وضعفها حيناً آخر.. فتذكروا دروس الرمز التي غرسها في أجيال منها عندما وصفهم ذات احتفاء بأحبائه وفلذات كبده، فذهبت جماهير ذلك المدرج لتؤدي واجبها تجاه ناديها بنفسها كما لم تؤده أو يؤده أحد قبلها بعد أن نفضت عن نفسها عقود (الاتكال) على من لم يعد موجوداً سوى في وجدانهم قائماً وفي التاريخ خالداً، واهبة لناديها ولاعبيها ومسؤوليها العزة والفخر والهيبة والدعم بكافة أشكاله، وهو النصر الذي لم تنبت لهم أرضه منذ عام 1998 تقريباً، بطولة محلية كبرى يستظلون تحتها قليلاً، صانعين بذلك معادلة نادرة بين الشعبية الجارفة القوية مقابل جفاف المنجز، لكنها جماهير النصر التي تحرق بلهيبها المسافات والمعادلات الصعبة.
أما جماهير الأهلي.. فلي فيها رأي إعجابي قلته للعديد من زملائي الإعلاميين العاشقين لهذا الكيان.. بأنهم لو منحوا بعضاً من جهدهم واهتمامهم بشؤون (قلعة الكؤوس) بدلاً من توجيه جل ذلك لأندية أخرى لوضعتهم جماهير ناديهم في مقدمة الصفوف وكان الأهلي غير الأهلي الذي يحومون حول معاناته كالفراش ولا يلدغون كالنحل.
ولأن البعض من الزملاء لم يكن قريباً من الكيان وجماهيره.. لم يستشعر مثل البعض الآخر من جيل الزملاء الذين ظهروا في السنوات الخمس الأخيرة بهم الأهلي وناسه.. بمدى تغير تركيبة المدرج الأخضر وإدراكه أن زمن (الشور شوركم) لم يعد عنوانه أو يضع رأيه وقراره تحت الوصاية من أي كان.. لقد علمته تجربة (زمان الصمت) على مدى عقود طويلة، كيف يذهب بحضارية واضحة وصريحة للتعبير عن رأيه حول موقف أو قرار، ومتى يذهب بكثافة للمدرج لبعث رسالة عن رضاه.. ويدرك متى يبعث برسالة معاكسة احتجاجاً على المستويات والقرارات الاحترافية.
جماهير الأهلي في السنوات الأخيرة أصبحت مملوءة اندفاعاً لتشكيل سوار حقيقي حول معصم ناديها.. كطرف فعّال ومؤثر لديه حس المسؤولية والمشاركة في مسيرة النادي لا طرف على هامش مسيرته ومصيره.
يعجبني في جماهير الأهلي انقلابها على معظم سلبياتها.. وطموحها في رسم شخصية مستقلة لها ولناديها وصبغ مدرجها بهوية تنافسية مع المدرجات الأخرى خشية ان تسبقها بمسافة في كيفية تبادل العشق مع الكيان بشكل ملموس ومباشر مع قياداته.. بل فرضت على القائمين بالأهلي تقديرهم وتقليص الفجوة بينهم والاستماع إلى آرائهم والعمل بالكثير منها وهو الجسر الذي افتقدوه سنوات طويلة وبنوه بإصرار خلال سنوات قصيرة.
باختصار.. ما يفرزه مدرجا النصر والأهلي من صور مختلفة في تغييرها وتطورها عن السابق.. يفرض تحليلها وتقييمها واستعراض إيجابياتها وتعميمها واستدراك سلبياتها وتحجيمها لتستفيد منها جماهير الأندية التي في حاجة إلى تطوير أو التي لا تزال في غيبوبة (الأنا).
الإثنين 12 أبريل 04:28pm 2010
ربما الغالبية من المتابعين النهمين مثلي بتفاصيل الوسط الرياضي السعودي (قراءة ـ تحليلاً ـ قياساً)، يرددون عبارة المعلق الإماراتي في قناة أبوظبي الرياضية الذي يبرق ويرعد ثم يمطر كيفما شاء إبداعاً، تلك العبارة الشهيرة لفارس عوض التي يطلقها بتفرد عن حالة إعجاباً: (ياربااااااااااه).. على التغير الجذري في تركيبة مدرجين كبيرين مثل النصر والأهلي، ذلك التغير في الأثر والتأثير وكيفية التعبير عنه، وكل على طريقته.
جماهير النصر في نظري تعد حالياً (الأخطر) من بين الجماهير السعودية، وخطورتها في (تنظيمها) غير المسبوق لأي مدرج محلي في أسلوبه للتعبير عن رأيه أو حتى قراره وأيضاً كيفية دعمه للنادي.
فهذه الجماهير الشهيرة بلقب "مدرج الشمس" لم تكن على ما هي عليه في عقود الرئيس والرمز الأمير عبدالرحمن بن سعود ـ يرحمه الله ـ ليس من حيث الكثافة لكن من حيث توحيد وتنظيم صفوفها كرأس حربة لناديها والعمق الذي تشكله في مسيرته.
فخلال فترة الرمز كانت تتكئ على قوة حضوره وإرادته وصموده من أجل النصر ككيان وبطل لا يساوم على حقوقه مهما صغرت أو كبرت.. فسلمت الجمل بما حمل إلى (أبو خالد) ـ يرحمه الله، ولعبت دور المساند لـ(بطلها)، الذي كان محل الثقة وأكثر، بل أسس مدرسته الخاصة في القيادة الرياضية التي لو توفر لها مثل ميزانية اليوم لكان النصر الأقوى والأكثر إنجازاً بين الأندية.. لكن عندما (رحل) الرمز.. استشعر (مدرج الشمس) مسؤوليته تجاه النادي وخطورة أوضاعه عندما لمس انعكاسات صراعات كابينة القيادة حيناً وضعفها حيناً آخر.. فتذكروا دروس الرمز التي غرسها في أجيال منها عندما وصفهم ذات احتفاء بأحبائه وفلذات كبده، فذهبت جماهير ذلك المدرج لتؤدي واجبها تجاه ناديها بنفسها كما لم تؤده أو يؤده أحد قبلها بعد أن نفضت عن نفسها عقود (الاتكال) على من لم يعد موجوداً سوى في وجدانهم قائماً وفي التاريخ خالداً، واهبة لناديها ولاعبيها ومسؤوليها العزة والفخر والهيبة والدعم بكافة أشكاله، وهو النصر الذي لم تنبت لهم أرضه منذ عام 1998 تقريباً، بطولة محلية كبرى يستظلون تحتها قليلاً، صانعين بذلك معادلة نادرة بين الشعبية الجارفة القوية مقابل جفاف المنجز، لكنها جماهير النصر التي تحرق بلهيبها المسافات والمعادلات الصعبة.
أما جماهير الأهلي.. فلي فيها رأي إعجابي قلته للعديد من زملائي الإعلاميين العاشقين لهذا الكيان.. بأنهم لو منحوا بعضاً من جهدهم واهتمامهم بشؤون (قلعة الكؤوس) بدلاً من توجيه جل ذلك لأندية أخرى لوضعتهم جماهير ناديهم في مقدمة الصفوف وكان الأهلي غير الأهلي الذي يحومون حول معاناته كالفراش ولا يلدغون كالنحل.
ولأن البعض من الزملاء لم يكن قريباً من الكيان وجماهيره.. لم يستشعر مثل البعض الآخر من جيل الزملاء الذين ظهروا في السنوات الخمس الأخيرة بهم الأهلي وناسه.. بمدى تغير تركيبة المدرج الأخضر وإدراكه أن زمن (الشور شوركم) لم يعد عنوانه أو يضع رأيه وقراره تحت الوصاية من أي كان.. لقد علمته تجربة (زمان الصمت) على مدى عقود طويلة، كيف يذهب بحضارية واضحة وصريحة للتعبير عن رأيه حول موقف أو قرار، ومتى يذهب بكثافة للمدرج لبعث رسالة عن رضاه.. ويدرك متى يبعث برسالة معاكسة احتجاجاً على المستويات والقرارات الاحترافية.
جماهير الأهلي في السنوات الأخيرة أصبحت مملوءة اندفاعاً لتشكيل سوار حقيقي حول معصم ناديها.. كطرف فعّال ومؤثر لديه حس المسؤولية والمشاركة في مسيرة النادي لا طرف على هامش مسيرته ومصيره.
يعجبني في جماهير الأهلي انقلابها على معظم سلبياتها.. وطموحها في رسم شخصية مستقلة لها ولناديها وصبغ مدرجها بهوية تنافسية مع المدرجات الأخرى خشية ان تسبقها بمسافة في كيفية تبادل العشق مع الكيان بشكل ملموس ومباشر مع قياداته.. بل فرضت على القائمين بالأهلي تقديرهم وتقليص الفجوة بينهم والاستماع إلى آرائهم والعمل بالكثير منها وهو الجسر الذي افتقدوه سنوات طويلة وبنوه بإصرار خلال سنوات قصيرة.
باختصار.. ما يفرزه مدرجا النصر والأهلي من صور مختلفة في تغييرها وتطورها عن السابق.. يفرض تحليلها وتقييمها واستعراض إيجابياتها وتعميمها واستدراك سلبياتها وتحجيمها لتستفيد منها جماهير الأندية التي في حاجة إلى تطوير أو التي لا تزال في غيبوبة (الأنا).