حب الوطن في ظلال القرآن والسنة
كلمة المشرف التربوي المقيم بمناسبة الاحتفال باليوم الوطني (80)
- الوطن : هو ذلك المكان الذي يستقر فيه الإنسان ويستوطنه.
- والوطنية : هي ذلك الشيء الذي يدعي بحب الوطن ، وهي تلك المشاعر والروابط الفكرية التي تجذب الإنسان إلي الوطن الذي استوطنه .
- والمواطنة : هي انتماء وموالاة لعقيدة وقيم ومبادئ والتزام أخلاقي تفرضه العقيدة ويتعايش معه الفرد وتعيش له الجماعة ، والمواطنة هي ضمير الفرد الذي يشكل حيزاً من شخصيته وتكوينه ، ومساحة الوطن هي جزء منه ، وهو جزء مكون لها .
- فإذا استطعنا أن نحقق المواطنة الصالحة فسوف تذهب العولمة إلي الجحيم .
- وبحمد الله تعالى فإن في المملكة العربية السعودية ( الإسلام والوطنية ) ممتزجان .
- والقرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة تدل على أن الله عز وجل قد جعل حب الوطن من الأمور التي يفطر عليها قلب الإنسان .
- فتحدث القرآن الكريم عن حب الإنسان الفطري للوطن وجعله كقرين لحب الإنسان للحياة وجعل الخروج من الوطن معادل ومساو للقتل ، فقال تعالي في كتابه الكريم : (( ولو أنا كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم أو اخرجوا من دياركم ما فعلوه إلا قليل منهم ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيراً لهم وأشد تثبيتاً)) .
- ومن المواثيق التي أخذها الله على عباده : حرمة إخراج بعضهم لبعض من أوطانهم فقال تعالى : (( وإذ أخذنا ميثاقكم لا تسفكون دماءكم ولا تخرجون أنفسكم من دياركم ثم أقررتم وأنتم تشهدون )) .
- وعندما أذن الله سبحانه وتعالى للمؤمنين بالقتال ، كان إخراجهم من وطنهم سبباً علل به القرآن الكريم هذا الإذن بالقتال ، فقال تعالى : (( أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله )) .
- وتحدث النبي صلى الله عليه وسلم عن حبه لمكة فقال : : (والله إنك لخير أرض الله وأحب أرض الله إلى الله ولولا أني أخرجت منك ما خرجت ) - رواه الترمذي والنسائي وابن ماجه وقال الترمذي هو حديث حسن صحيح .
- وتحدث الني صلى الله عليه وسلم عن حبه للمدينة فقال : ( إن إبراهيم حرم مكة ودعا لها وحرمت المدينة كما حرم إبراهيم مكة ودعوت لها في مدها وصاعها مثل ما دعا إبراهيم عليه السلام لمكة ) - صحيح البخاري .
- وتفاخر الشعراء بحب أوطانهم ، وانتفضوا للدفاع عنها وحمايتها حتى قال شوقي :
وطني لو شغلت بالخلد عنه نازعتني إليه في الخلد نفسي
- وقال شاعر آخر :
وطنى نشأت بأرضــه ودرجت تحت سمائه
ومنحـت صدرى قـوة بنسيمـه وهـوائـه
مــاء الحياة شربتـه لمـا ارتويـت بمائه
ومـلأت جسمـى عزة حيـن اغتـذي بغذائه
سأظــل جنديـاً لـه وأعيش تحـت لوائه
فى السلم أعمل جاهداً لرخائـه وبنـائــه
وأكون فى يوم الوغى أسـداً علـى أعدائه
فالحــر يفدى أرضه وبــلاده بـدمائـه
- ويذكرنا اليوم الوطني أيضا بوجوب طاعة ولاة الأمر والنصح لهم وعدم الخروج عليهم ووجوب الالتزام بجماعة المسلمين والابتعاد عن الفكر المتطرف والفرق الضالة التي تهدم في كيان هذه الأمة العريقة ، وتفسد ولا تصلح .
- ونحن اليوم إذ نقدم هذه الاحتفالية المتواضعة باليوم الوطني لهذا العام فإننا نقدمها تعبيراً عن سعادتنا بذكرى هذا اليوم العظيم الذي استطاع فيه الملك عبد العزيز – رحمه الله – أن يوحد المملكة العربية السعودية ، وأن يجعل العقيدة الإسلامية الصحيحة هي الشريعة الراسخة لهذه البلاد ، وما زال أبناؤه البررة على هذا الدرب ، لتحقيق الأمن والسلام للمواطن والمقيم على حد سواء . فبارك الله فيهم وسدد خطاهم ورزقهم البطانة الصالحة ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
والله الموفق
المشرف التربوي المقيم
أ / هــاني نبيــل محـمــد